بالتنسيق من اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين وسفارة دولة فلسطين في حاضرة الفاتيكان، التقى قداسة البابا فرنسيس وفدا فلسطينيا ضم عددا من ابناء قطاع غزة من اهالي ضحايا الحرب على القطاع والناجين، وذلك في مقر اقامته في الڤاتيكان.

عبر الوفد عن عظيم شكره وامتنانه لمواقف قداسة البابا المساندة للشعب الفلسطيني، ومطالبته الدائم بوقف اطلاق النار وادخال المساعدات الانسانية، والتوقف عن قتل الابرياء.
استمع قداسته لعدد من الاحداث التي رواها اعضاء الوفد حول ما يحدث بشكل شخصي مع عائلاتهم جراء الحرب الاسرائيلية على القطاع حيث فقد البعض منهم عائلاتهم بأكملها.

عبر الحبر الاعظم عن حزنه جراء ما يحدث في قطاع غزة مضيفا انه لا يمكن علاج الارهاب بالارهاب ومشيرا الى ما يمارس نحو الابرياء والمدنيين الذي يقتلون بلا اي ذنب، موضحا ان قداسته في تواصل يومي مع الكنيسة في قطاع غزة وعلى علم كامل بالمعاناة التي يعيشها سكان القطاع جراء الحرب، اضافة الى نقص الطعام والماء وانقطاع الكهرباء والاتصالات، عدا عن الاوضاع الكارثية للمستشفيات جراء انعدام الوقود، مشيرا الى الاوضاع الصحية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيين في قطاع غزة.

تقدم الوفد برسالة مفصلة لقداسته تعكس مدى الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، تضمنت مطالب بوقف فوري ودائم لاطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية وايجاد حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية، كما دعى الوفد قداسته لزيارة عاجلة لقطاع غزة والتي من شأنها ان تعمل على وقف هذا العدوان، وقد اكد الحبر الاعظم ان فكرة الزيارة جيدة وسيتم دراستها مع الدبلوماسيين لعمل المناسب.
في ذات السياق عقد اعضاء الوفد مؤتمرا صحفيا حول اللقاء مع قداسة الحبر الاعظم، بحضور اكثر من ٢٥ وكالة ايطالية محلية ودولية، وضعوا في صورة الاوضاع الكارثية في قطاع غزة والانهيار التام للعديد من مرافق الحياة وخاصة الخدماتية والصحية، واطلع الوفد الصحافة على ما يمر به عائلاتهم منذ ٤٧ يوم، الاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات الاسلامية والمسيحية، وخاصة في قطاع غزة الذي تعرضت فيه الكنائس والمساجد الى القصف، فيما استمرار التنكيل بالفلسطينين في القدس المحتلة والضفة الغربية من قبل الجيش الاسرائيلي وقطعان مستوطنيه.
قد ضم الوفد عدد من ابناء القطاع مسلمين ومسيحيين، مقيمين في عدة دول مختلفة، بالاضافة الى بعض الناجين من الحرب على القطاع.
كانت مشاركة محمد حلالو عن عائلته التي فقدها بالكامل خلال الحرب، مشيرا الى معاناتهم ما قبل استهداف الطيران الاسرائيلي لمنزلهم في الحصول على الماء والغذاء.
الطفلة فاطمة ابو معيلق تحدثت عن قصة اصدقائها واقربائها الاطفال الذين فقدتهم ومازال بعضهم تحت الانقاض، وطالبت قداسته بالعمل من اجل توفير بيئة امنة لاطفال فلسطين.
اما فاطمة والتي تقترب من ولادة طفلتها الاولى، تطرقت الى مخاوف الامهات في قطاع غزة مشيرة ان بعض النساء وضعهم في خطر بسبب عدم قدرتهم على الوصول للمستشفيات للانجاب، مشيرة الى مخاوف اخريات على مستقبل اطفالهم امام الابادة التي تحدث في القطاع.
اما سهير انسطاس ترزي وهي احد الناجين من الحرب، وخرجت من القطاع في يومها ال٤٢، تحدثت عن معاناتها وصعوبة وصولها لمعبر رفح بالرغم من التنسيق لمرورها كونها مزدوجة الجنسية، عدا عن المعاناة التي عاشتها في ايام الحرب في غزة.

كما تطرق الحديث في هذا الصدد الى الممارسات الاسرائيلية بحق الاسرى الفلسطينيين ومعاناتهم وتزايد الاعتقالات في الضفة الغربية بالاضافة الى تطرقهم لما يعرف بمقابر الارقام والتي تحتجز بها إسرائيل جثامين الشهداء لسنوات.
يجدر بالذكر ان الوفد قد شارك في اللقاء العام لقداسة البابا مع الرعية في ساحة القديس بطرس في الڤاتيكان، وحمل الوفد لافتات وصور تعكس معاناة الشعب الفلسطيني وتشير الى جرائم الاحتلال في قطاع غزة، وقد خاطب قداسته الوفد قائلا “ليكن الرب معكم، وانا اصلي من اجلكم”.